25 Feb
25Feb

الزمن ... لحظة خارج الزمن
 الشخصيات .. وجوه و مرايا
 المكان ... مطلق بين ..بين
 المؤلف ... هو نفسه المخرج
 القصة ... بدأت حيث يجب أن تنتهي .

………………………………………………………………………………………………………..

قرر قلمي اليوم ان يعود بذاكرته إلى الوراء ... أن يلم شتات آثاره و يجمعها                        

 قلمي يريد ان تكون له آثار مرور ... و ان يقال يوما ..... مر من هنا ....

…………………………………………………………………………………………………………

سيأتي زمن لا محالة ... نرحل فيه .. و لن يبقى منا .. إلا هذه الخربشات ..  ستكون شاهدا على مرورنا يوما بهذا العالم .

………………………………………………………………………………………………………..

قررت أن لا أتوقف عن الكتابة .. و أن أجمع أشلائي التي اصفرت الأوراق التي احتوتها ... هل حدث أن استيقظتم يوما و الخوف ينتشر من مسامكم ؟؟ ماذا لو غادرت غدا ؟؟ من ذا الذي سيجمع كل هذه المزق ؟؟ من ذا الذي سيلم شتاتي بعد رحيلي ؟؟ لأجل هذا .. قررت أن أقوم بهذه المهمة الصعبة و أسهل على ورثتي تقاسم ممتلكاتي ....

………………………………………………………………………………………………………….

تدافع كلماتي ... تسابق حروفي ... كل هذا لا يعني ابدا أن لدي ما اقوله ...  هو فقط هروب من لا قدرة مطلقة على محاورتي في أشد حالات غضبي مني

…………………………………………………………………………………………………………….

نبحث عن فضاء صاف ... خال من اي تلوث حسي ...مؤهل لاستقبال رسائل صادقة من روح تبحث عن تناغم لا سعر له في سوق البشرية

……………………………………………………………………………………………………………

اعشق كلمات أشبه ما تكون باليم .. تحتوي أحزاننا ... تغرق آهاتنا .. تغسل قلوبنا و تتحدى دموعنا

……………………………………………………………………………………………………………

يا أنا ... يا شعاعا مزق ظلمتي ... حلما ملأ علي كياني و استوطن اعمق اعماق ذاتي ... في حضرتك أقف مستسلمة ... أبحث في عينيك عن أثر لبسمتي ... عن بلسم لجراحاتي ...
 يا أنا ... أجب ... قد طال صبري و ملني انتظاري ... ألم يحن بعد موعد الرحيل إليك ؟؟؟

…………………………………………………………………………………………………………….

اطلب اللجوء العاطفي لمدينة لا شوارع فيها ... ترهقها خطواتي بتيهها..   و لا وجوه ابحث لها عن أسماء في ذاكرتي

……………………………………………………………………………………………………………..

و أنا أحاور أحدهم اليوم تفاجئت أن كل مشكلتنا نحن الجزائريين اختزلت في منظار أسود ...  لم نستطع الاستغناء عنه ... إنها حالة إدمان و لا بد من جلسات مطولة للعلاج منها ... صرنا نتلذذ بالسوداوية التي استوطنتنا و طردت كل ما هو جميل فينا ... خطيرة حالتنا ... و نحن نألف الكره   و الحقد و اللاانتماء .. و الله خطيرة .... من لنا ببائع متجول تكون كل بضائعه نظارات بيضاء و لم لا وردية تجعلنا نرى الحياة من حولنا بلون آخر .. لون زاه ... لون يقتلع الجذور السوداء و يزرع مكانها حبا ... فيضا من الحنان نغرق فيه همومنا و آلامنا و كل مآسي العالم من حولنا و نبدأ مشوارا جديدا يبني وطنا ... يؤسس لتواصل ... نقاش هاديء و هادف

........................................................................................

لماذا ؟؟؟؟؟ كلمة تشقينا كلما اضطررنا للجوء إليها في أحلك لحظات حياتنا ... لماذا ؟؟؟ درع علته التشققات و الكسور و النتوءات من كثرة ما استعملناه ... نواجه به الحلو و المر ... لماذا ؟؟؟ كلنا في رحلة بحث عن جواب لسؤال يولد معنا .. يكبر بنا .. يكبر فينا ... لماذا ؟؟؟ 

في النهاية لا نريد له جوابا .. في قرارة أنفسنا نعرف أن إجابته تعني نهايتنا .................

……………………………………………………………………………………………………………….

وجدتني أبحث عنك بين صفحات كتبي الصفراء ، علني أضفر منك ببقايا آثار خطواتك فوق رمال اتخذت من قلبي موطنا ... وجدتني أسلمك دون مقاومة مفاتيح مدينتي .. سعيدة باحتلالك لها و كأنها ما وجدت إلا لتكون مستعمرتك ... طفت عوالمك ... بحثت عنك في .. فيك ... في كل الأشياء الصغيرة و الكبيرة ... ظننتك درعا أرسلته العناية الإلهية مني يحميني ... ظننتك .. و ظننتك .. و ظننتك ... و كان يجب ان يصيح الديك و استيقظ من حلمي .. أهجر كل ظنوني و أستقبل يوما جديدا ليس فيه إلايا ... و اسعد و أحتفل فكل ما كان ... حلما ..... اووووووف الحمد لله

……………………………………………………………………………………………………………..

                                                 غد .... لا بد منه
 
 هي / كنت واثقة من أنك آت لا محالة
 هو / ماذا كان سيحدث لو لم آتي ؟؟
 هي / لا شيء .. كنت سأظلني على ثقة من مجيئك
 قالت ذلك و ضحكت سابقة إياه إلى ملتقاهما المعتاد عند الشجرة الوحيدة التي تظل مورقة طوال فصول السنة .. تبعها مبتسما و كأن الدنيا كلها تضحك له لمجرد أنها ضحكت ..
 هي / ألا تريد أن تعرف سر ثقتي ؟؟
 هو / لأنك تحبينني ؟؟
 توقفت و استدارت ليلمح بريق حزن في نظرتها التي كانت تلفه.. لعله لم يكن حزنا .. ماذا كان إذن .. شيء من اللوم .. شيء من الحب .. شيء من الشقاوة و رداء شفاف من الحزن .. تعلق بنظرتها .. تعلق بشفتيها .. نظراته كانت كلها استجداء .. علها تتكرم و تبوح له بسر ثقتها
 هي / و أنت ؟؟ هل تحبني ؟؟
 هو / ما هذا السؤال ؟؟ هل تشكين في حبي لك ؟؟
 هي / من شاهدك على ذلك ؟؟
 هو / الله .. الكون و ما فيه .. نبضات قلبي .. كل ما حولي .. هذه الشجرة التي شهدت أول لقاءاتنا .. و أنت .. أنت أكبر شاهد على حبي ..
 هي / أرايت .. حتى و إن لم تأت كنت سأظلني واثقة من مجيئك
 جلست بانسيابية عند جذع الشجرة .. تأملها و كل ما فيه ينطق بحبها .. المنظر كان يبدو لوحة أبدعت أنامل فنان أبى إلا أن يخلد معشوقته بالوان خلقت فقط لرسمها .. غرتمى إلى جانبها .. أمسك بيدها التي كانت تلهو دونما هدف بحشائش نبتت إيذانا بدخول فصل المحبين .. إلتقت نظراتهما .. حزمت الكلمات الأمتعة و رحلت تاركة المجال فسيحا أمام النبضات ..
 غرق في عينيها العسليتين و صار تنفسه يتسارع .. ترى ؟؟ أهذا ما يعانيه الغريق مع لجج البحار؟؟
 حاول بيأس استعادة أنفاسه .. تمالك نبضاته الهائجة ..
 هي / الربيع ايضا عاد
 هو / شاهد آخر ينضم إلى قائمة شهودي على حبك
 هي / و أين القاضي ؟ظ
 هو / حاضر معنا طبعا .. هل أستطيع أن أجد أحن من قلبك يصدر حكمه علي ؟؟
 هي / و ماذا عن الآخرين ؟؟
 هو / من ؟؟ هل يوجد غيرنا في هذا العالم ؟؟
 قال ذلك و بحث حوله عن الآخرين .. لم يجد .. رغم أن الحديقة كانت ملأى بالوجوه .. السعيدة .. العابسة .. الحزينة ... الحالمة ... لم يجد ... عاد إلى بحره .. يغرق فيه .. و عاد قاضيه للتحقيق معه ..
 هي / ماذا لو أن هذه الشجرة لم توجد ؟؟
 هو / كنا سنلتقي
 هي / الا تظن أنها حارسنا الأمين ؟؟
 هو / لأجل هذا أحبها
 هي / ماذا عن الغد ؟؟
 هو / ألا تعلمين أن أعظم خيانة لحبنا هي الحديث عن الغد ؟؟
 هي / كم أخشاه .. يستطيع أن يكون قاسيا ..
 هو / نعم .. أعرف ذلك
 هي / و ماذا إذن ؟؟
 هو / ماذا لو نسمي يومنا .. غدا .. الا يحل هذا المشكلة ؟؟
 استلقى بطوله عند قدميها و قد فر بنظراته من بحر عينيها إلى تأمل زرقة السماء .. تخيلها أما حنونا محتضنة إياهما .. حامية لهما من تقلبات الدهر .. قلبه كان يتضرع بكل اللغات .. تلك التي يعرفها .. و تلك التي لا يعرفها .." ليت كل الأيام تكون هذا اليوم .. ليتك سا غد لا تأتي أبدا .."
 اغمض عينيه .. كان واثقا من أن السماء سمعته و ستحقق أمنيته .....
 قطرة مطر سقطت على جبينه .. أفاقته من غفوته .. السماء لم تحقق أمنيته .. الغد جاء .. وجد نفسه عند جذع الشجرة التي شهدت ميلاد حبه .. يتذكر تلك الحبيبة التي رحلت عنه عند مجيء الغد .. عاد يبحلق في السماء و الالم يعتصره " ما دمت اخترت ان تأخذيها .. لم قسوتك علي ؟؟ متى يكون إفراجك عن غدي ؟؟ "
 قال ذلك و نهض ساخطا .. امتزجت دموعه بقطرات المطر ... بخطوات متثاقلة ابتعد عن تلك الشجرة التي دأب على زيارتها كلما زاد شوقه لحبيبته .. تلك التي رحلت إلى عالم آخر

…………………………………………………………………………………………………………………

حزن شديد يمزقه .. يكاد يعصف ببقايا يقينه .. كان واقفا عند واحدة من نوافذ الرواق الذي استقبله بعد صراع طويل مع أستاذه .. علامته لم ترضه .. لكنها ليست سبب حزنه فتفكيره فيها تبخر مع اول سباحة أطلقتها في الفضاء سيجارته ...
 كان الربيع مفترشا ساحة معهده .. ألوانه تلبس البشر .. تلبس الأشياء .. من وراء زجاج نافذته أطلت حيرته .. ما هذا الربيع الذي لا يجد منفذا إلى قلبي ؟؟؟؟
 كل الزملاء نصحوه بالحب بلسما ..يقولون أن فيه وحده كل الفصول تلبس حلة الربيع ...الألوان الزاهية تتراقص أمام ناظريه .. و من حوله الرواق يعج بحركة زملائه و الأساتذة ... ضجيج يأتي من كل مكان ... إنه لا يرى .. لا يسمع ... لا يحس إلا بذلك الثقل الجاثم على صدره .. هل هو حزن ؟؟؟ هل هو تيه في أرض لم يعرف مستقره بها بعد ؟؟؟
 تذكر دعاء والدته له بالنجاح و تظاهر والده باللامبالاة .. تذكر استقالة أخيه من العائلة بعد زواجه .. ابتسم لذكرى ابنة الجيران .. احترم إصرارها على أن يراها من شرفتها في كل مرة يعود فيها إلى البيت .. تذكر والدتها التي لا تتوقف عن الصراخ في وجهها و إغلاق باب الشرفة في وجهه ....
 عاد ليسكنه الحزن مجددا و هو يتذكر يوم زفافها .. كم بكى بحرقة في تلك الليلة دون أن يدري لماذا .. هل كان يحبها ... هل ألف رؤيتها ؟؟ هل و هل و هل ........ أسئلة كثيرة لم يجد لها إجابات ...
 عاد لاجئا إلى سيجارته فارا من ذكرياته .. ممعنا التفكير في سبب كل هذه الأحزان التي وجدت بأعماقه أرضا خصبة تنمو و تترعرع فيها ...
 كل هذه الفراشات المنتشرة في ساحة معهده .. هل من الممكن أن ينبض قلبه لواحدة منها .. هل سيوقف هذا النبض شلال أحزانه .. كيف السبيل إلى ذلك و قلبه في إضراب مفتوح يرفض الجلوس إلى طاولة مفاوضات .. قلبه .. الصحراء التي لا تؤمن بجمال الفراشات و لا تهزها ألوان الربيع ....
 عاد يتعقب خطوات ذاكرته إلى زمن كان يهرب فيه من الباب الخلفي لثانويته في محاولات جادة لترويض نمرة و استعراض قدراته أمام رفقاء الطفولة ...
 ابتسم بصدق و هو يرى من خلال دخان سيجارته نظرات الإعجاب في أعين الزملاء معلقا في ذراعه نمرته الشرسة .. كان ذلك أقوى انتصاراته .. انتصار لم يتكرر ....
 سحابة الحزن لا تقوى على البعد عنه ها هي تلفه من جديد .. تحتويه تحتل مكانا خلفته الذكريات بعد ان توقفت خطواتها عند رحيل الغابة ... رحيل النمرة ...
 أتعبته رحلته ... رمى بعقب السيجارة .. احتضن حقيبته .. بنظرة جادة توجه نحو المخرج و قد قرر في النهاية أن حزنه لا مهرب منه .. أنه هو حزنه ............

.................................................. 

احن لأمي .. أحن لقلب أحبني و لم يطالبني يوما بالمقابل ... حبه لي كان غير مشروط    و غير محدود ... أحن لامرأة شقائها لأجلي كان أبلغ درجات سعادتها ... دموعها لأجلي  كانت تشفيني من كل أسقامي .. أحن لأمي و كل ما حولي يحن لها ... كرسيها .. شالها المزركش عتبة بيتي الذي كانت اول من دخله و اول من سعد لحريتي .. أحن لك يا حبا ملأ كياني ... رحل عني مخلفا فراغا رغم تعاقب السنوات لم يملا و لن يملأ أبدا ... كلما حل يوم مولدي كلما تذكرتك أمي ... كيف لتاريخ ميلادي ان يكون تاريخ ذكرى رحيلك ... ما هذه المفارقة المؤلمة؟ 

…………………………………………………………………………………………………………

                                  هزيمة .. استسلام و تمرد.....
 
 كانت السماء غاضبة تطلق بشررها في كل الاتجاهات و صفير الرياح يدوي يملأ المكان جلبة .. استيقظت مفزوعة .. نفس الكابوس .. نفس الوجوه الممحية المعالم تطاردها دون هوادة..تدفع بها إلى هاوية لا قرار لها .. بحثت عن كأس الماء الذي تعودت إبقائه إلى جانبها تحسبا لهذه اللحظات ا
 لعصيبة..ارتشفت رشفتين و عادت للاستلقاء في فراشها و قد هجرها النوم .. كانت تحدق في سقف غرفتها ..تتسلى ببق

ايا البرق المتسللة من نافذتها المحكمة الإغلاق .. مستأنسة بزمجرة الطبيعة خارجا .. تخيلت للحظة أن السماء غاضبة لها .. أن البرق متمرد على ظلمة كوابيسها .. أن أصوات الطبيعة جنود تخوض معركتها و تمزق السكون الذي يزيد من رعبها .. إبتسمت لهذه الصورة التي جادت بها عليها مخيلتها و أغمضت عينيها عل النوم يتوقف عن المقاطعة و يعود فيسكن جفنيها
 أطل عليها بوجهه الأسمر و قد علق ابتسامته الساخرة على جانب شفتيه .. نظرته زجاجية لا حياة فيها .. مالذي أتى به الآن ؟؟ ماذا يريد بعدأن أنهى كل شيء ؟؟
 قلبها أصابته حالة هيجان ..اختلط عليها الحزن و الغضب .. غصت بريقها .. كادت أن تختنق .. فتحت عينيها و أسرعت إلى ملاذها الوحيد .. كأس مائها ..
 نهضت بعد أن اقتنعت أن النوم رحل إلى غير رجعة و أن الكوابيس متربصة بها .. جلست إلى مكتبها الصغير حيث كان بانتظارها قلمها الملقى وحيدا وسط أوراق تنيرها أشعة البرق بين الفينة و الأخرى
 منذ عدة ليال و هي تحاول أن توقع اتفاقية الهدنة مع قلبها الجريح .. ان تسترجع ما ضاع منها في معركة حب دخلتها دون سابق انذار و خرجت منها تجر أذيال الهزيمة .. الكلمات فرت منها .. الحروف تمردت عليها .. و القلم لم يعد يعرفها ...
 ستكتب له .. ستقول كل ما عجزت عن البوح به لحظة الفراق .. لكنها لا تفهم ....
 لا تفهم سر تبلدها عند إعلانه النهاية .....
 لماذا لم تثر ؟؟؟
 لماذا لم تغضب ؟؟؟
 لماذا لم تصفعه فتسقط تلك الإبتسامة الساخرة المعلقة على جانب شفتيه ... و تكسر تلك النظرة الزجاجية ؟؟؟
 كيف قبلت بالهزيمة دون مقاومة ؟؟؟
 أكانت هزيمة ؟؟ أم استسلام غير مشروط ؟؟
 تدافعت الأسئلة إلى ذهنها ..احتارت .. أيها يستحق الإفراج ؟؟ أيها يستحق أن يكون أول بنود اتفاقية هدنتها مع قلبها المكسور ؟؟
 أغمضت عينيها و راحت تتذكر ..
 تذكرت كيف أن البلادة كانت الشاهد على لقائهما .. أن الإستسلام كان خيارها من أول لحظات اللقاء .. أنهما وضعا نقطة النهاية يوم قررا أن يكون عشهما قصر من رمال ..
 أعادت القلم إلى مكانه وسط الأوراق .. عادت إلى سريرها و استلقت .. قررت أن تنام و تحلم بنقطة بداية في أرض لا رمال فيها .. لا هزيمة و لا استسلام .....
 أما أنا فأظنها بعد هذا القرار سترمي بكأس مائها إلى دوامة البطالة فلم يعد هناك دور يلعبه في حياتها و قد انتصرت على كوابيسها .. و لا أظن النوم سيفارقها بعد أن تمردت على هزيمتها و استسلامها .

……………………………………………………………………………………………………..

نستيقظ يوما و في عيوننا بقايا ضوء خلفته أحلام ، كنا نظنها واقعا أهدانا إياه نومنا الهنيء   في أحضان قلب ذبنا بين طياته ، و ضيعت خطواتنا سبيلها و هي تبحث عن منفذ للنجاة من قبضته ... ترى هل كان البلدة الآمنة التي اكتفينا بها دون كل عواصم العالم ..

ام كان لحدا دفنا فيه كل دموعنا و مآسينا ..و أقنعتنا تجاربنا المريرة أن لا غنى لنا عن اتخاذه وطنا ..نستيقظ يوما ... و نكتشف أن لا أحد يحضن جراحنا و أن لا ضوء ينير عتمة أحزاننا ..                                       و أن الوضع على ما هو عليه ... و لا خيار أمامنا إلا أن نقرر العودة إلى النوم ثانية .. لعل الحلم القادم يكون واقعا مزهرا .. و تكون حياتنا قطعة مهربة من أرض لا صحراء فيها ...

 كل ورودها متفتحة .. و عطور الحب تعطره ..

……………………………………………………………………………………………………………………..

يجب ان يتحول الحب فينا إلى بلسم مشاع لكل قلب مجروح ... منكسر ... حزين ... كيف لنا ان نحب الآخر مع لا قدرتنا على حب ذواتنا ؟؟؟

……………………………………………………………………………………………………………………..

لا نجد مفرا في بعض الأحيان من استجداء دموع تغسل جراحنا  و تذيب جدار الصمت المحاصر لقلوبنا .

……………………………………………………………………………………………………………………..

الحكايا تتقاطع ... تتوازى ... تتشابك ... و في النهاية تضيع بينها بداياتها .

……………………………………………………………………………………………………………………

هناك أناس يدعون الصدق و الصفاء و كل ما فيهم شاهد على نفاقهم ... شاهد على خيانتهم ... حزينة لأجلهم ... حمل ثقيل عليهم كل ذلك الحقد على الآخر ...

…………………………………………………………………………………………………………………..

وطني في مأزق ... دون سابق إنذار وجد نفسه قطعة خبز تتخاطفها الكلاب المسعورة ...  وطني المسكين يبحث عن مضادات حيوية علها تنقذه من سعار يهدده ....                                 يا رب استر بلدي من الجشع  و الطمع و النرجسية المحمومة .... يا رب .... 

………………………………………………………………………………………………………………….

غريبة هذه الحياة ... تستمر في انسيابها بهدوء رغم كل المعارك الضارية الواقعة فينا بيننا و بيننا

…………………………………………………………………………………………………………………

كم هو صعب تمرد الأنفاس عليك ... لا مجال لمحاورتها ... لا مجال إلى التفاوض معها و إيجاد الحل الوسط .. إما إرضاؤها و إما .....

………………………………………………………………………………………………………………….

اشتقت إليك طفولتي ... شقاوتي ... اشتقت لوجه لا تثقله الأقنعة

…………………………………………………………………………………………………………………

أغار من سحابة تمضي وقتها بين نسمات الهواء .. يحملها من مكان لآخر ...  لا تحسب لخطواتها حساب ... لا تتيه في رحلة بحث مضنية عن مكان ... فكل الفضاء مكانها ..

……………………………………………………………………………………………………………………..

وقعت اليوم معاهدة هدنة و سلام أنا من جهة ... أناي و شظاياه من جهة أخرى ... كان شاهدا على مراسيم التوقيع ابرز وجوه عالمي ... ألمي و حزني .... كل هذا تم تحت الرعاية السامية لوحدتي ... المعاهدة تعد بغد أفضل و عالمي ستحتويه روح التعايش السلمي بين كل أطيافه ......
 خبر سعيد أليس كذلك ؟

……………………………………………………………………………………………………………

الوحدة ... لا لون لها ... لا طعم لها ... نار قاسية نحن حطبها و لا تحرق غيرنا ..

……………………………………………………………………………………………………………………..

هواء بخيل ذلك الذي يملأ الرئتين و يبخل على الروح بنسماته الصافية

………………………………………………………………………………………………………………………..

الحب يولد فينا ... من رحمه يولد ألمنا ... لأجله تشرق شمسنا و في ظله يتلاشى أنانا .

………………………………………………………………………………………………………………………..

كيف للإنسان أن يوقف دوامة الحروب و كل ما فيه حروب تلد الحروب ..

………………………………………………………………………………………………………………………..

بعد أن أضناني جهد البحث عنك في ... قررت حزم الأمتعة و الرحيل بعيدا عني .. علي أعثر عليك ... لا أتوقع مساعدة أو عونا من احد ... بل أرفض ذلك بشدة ... فمن الظلم لك و الإجحاف في حقك أن أبخل عليك برحلة توصلني إليك أتوه في دروبها وحدي ..

………………………………………………………………………………………………………………………..

شوقي إليك يا جرحي لا يضاهيه إلا شوقي لألم يذكرني بإنسانيتي

………………………………………………………………………………………………………………………..

تفر منا ذواتنا ... و قد أجهدنا أيما إجهاد ... بحثنا عن مرادف لها في ما يحيط بنا ....و نجدنا بعد ان أضنانا بحثنا .... نسلم لذواتنا بالفرار منا ...  

فما نحن بالبرج المنيع الذي يقيها ويلات زماننا ..

………………………………………………………………………………………………………………………..

ذات يوم .. من ذات زمن ماض ... روي عن قلب هائم أنه قرر الرحيل بحثا عن جزيرة بعيدة ..لا يسكنها الألم .. و ممنوعة الحسرة من دخولها .. كانت الرحلة شاقة و محفوفة بالمخاطر ..               و بعد أن أعيته السبل .. و صعب عليه بلوغ الغاية ... اضطرته الأقدار للتحالف مع الألم و الحسرة و حمل الندم ثلاثتهم في مركبه .... إلى حيث الجزيرة - الحلم التي لم يصلوها بعد .

………………………………………………………………………………………………………………………..

البحث عن الفرح فينا .. ليس بالأمر الهين .. في غياب خارطة طريقة تنقذنا من مجاهلنا .. في غياب شمعة تضيء ظلمائنا ... البحث عن الفرح فينا .. تحد لحزن عميق يلون معالمنا ..             حزن انتخبناه بالإجماع ذات يوم من ذات زمن ماض ... حزن استفتانا فوجدنا مؤيدين لأبدية حكمه  المطلق لنا

………………………………………………………………………………………………………………………..

في اليوم العالمي للوقوف في وجه العنف ضد المرأة .. أتوجه بندائي لكل النساء كفاكن عنفا عليكن ليس من المعقول أن تربي الأم ابنها على كونه أحسن من أخته و أعلى شئنا ثم تلومه عندما يكبر على سوء معاملته لها و لزوجته و لكل النساء .. 

المرأة تزرع بتربيتها لأبنائها الذكور بذرة العنف التي تكبر و تظل تكبر حتى تصير شجرة ضاربة بعروقها في الأرض و حاجبة الشمس عن المرأة ..

………………………………………………………………………………………………………………………..

نصحو من نومنا على بقايا حلم ... زارنا طيفا ... احتل فينا الشريان ... 

أعاد رسم معالمنا ... رحل عنا و هجرنا

………………………………………………………………………………………………………………………..

أكاد أصدق أننا بحاجة لقارئة فنجان ... تكذب علينا ... توهمنا بوجود السعادة في نهاية النفق ... لعل تصديق كذبتها يبعث في أرواحنا الهائمة الحياة من جديد ... يجعل خطواتنا تخرج عن صمتها الجنائزي ... توقف حركتها التمردية علينا ... تتحرك بنا من مكاننا ... مضى علينا الزمن الطويل  و نحن هنا ... واقفون ... لا نلوي على شيء .... كأن الأيام تعبت منا ... كأن رغبتنا في الاستمرار ضاعت منا ... من لي بقارئة فنجان ... بصارة ... تقرأ فنجاني ... تستنطق بختي ... تختطفني           من تيهي ... أصدق كذبتها أتحرك من مكاني ... و بخطوات متلهفة أركض للوصول الى نهاية النفق ... من لي بها ؟؟؟؟

………………………………………………………………………………………………………………………..

يصرخ بملء فيه ... يندد ... يستنكر ظلم الناس له ... يستغرب نفيهم إياه .. 

حكمهم عليه بالرحيل عن مرافئهم غير الآمنة ... 

يستجدي قلوبا جفت دماؤها ... عيونا أضاعت صفائها ...
 أنى له مقاومة أتون النسيان و الأسى حيث رموه ؟؟
 أنى له إقناعهم أن لا مناص من الرجوع إليه ؟؟ فهاهي النجوم أضربت .. 

و القمر سقط عنه بريقه ... و الحلم حزم أمتعته و رحل ...
 وقف على شاطئ الحرمان .. أرسل ناظريه بعيدا في الأفق ...

 كتب رسالة حملها زجاجة أسطورية .. رمى بها في لجج البحر الهادر ...
 وجدها صبية كانوا يتسلون ببناء قصور من وهم ... حملوها إلى شيخ القبيلة ... فتحها ... قرأها على الملأ ... 

يا ناس ... لا مهرب لكم من الحب ...

………………………………………………………………………………………………………………………..

تعلقت بذراعه و راحت تجوب شوارع شهدت ميلادها معه .... كانت تبحث في الحيطان عن صورته ... عن صوته وسط ضجيج الحياة ... عن بدلته السوداء في كل الدكاكين ... 

عن آثار خطواته ....
 هنا كانا يجلسان ... و كان الوجد ثالثهما ... و كل العيون ترقب غرامهما ...
 هنا استقبلته بعد طول غياب ... هنا ضاعت منها خطواتها و هي تسرع للاحتماء بأحضانه                 من الأمطار ... و بابتسامته من ألم الانتظار ...
 أبرقت السماء ... مزق صوت الرعد سكون مدينتها ... وقفت ... فرت منها دموعها إلى ذلك المكان ... هناك ... إلتقته بعد آلاف السنين ... إلتقته و أخرى متعلقة بذراعه ...محتمية بأحضانه               من المطر ... منصهرة في ابتسامته ...
 تركت ذراعه و مضت تكمل المشوار وحدها ... مزقت شهادة ميلادها ... أغلقت كل الدكاكين .... حرمت الرسم على الحيطان ... أصدرت مرسوما لسكان مدينتها الحزانى ... 

لا وجد بعد اليوم  و لا غرام ... لا انتظار و لا أمطار .... لا سقوط و لا انكسار ..........

………………………………………………………………………………………………………………………..

يا حازما أمتعة الحلم ... مسافرا إلى مدينتي .. أترك أسلحتك خارجا و ادخلها آمنا فجراحي ملتني مطالب أنت بإتقان فن الرسم و العزف على الأوتار الحزينة .... 

مطالب بدك حصون الألم و إيقاظ الأفراح النائمة .... 

يا فاتحا عند باب قلعتي المنيعة .... أدعوك إلى توقيع معاهدة تختزل التواريخ ... 

تمزق خرائطي القديمة ... تشق السواقي لتروي القلوب الظمآنة ... 

تطرد مني فلول أحزاني و تعطر الأماكن ....

………………………………………………………………………………………………………………………..

دعني افتح معك دفاتري القديمة ... أقلب بين أوراقي الصفراء ... 

أبحث لي عن صورة لم تهجرها ابتسامتي ... دعني أتنفس ... 

فقد أجهدتني الأسفار بحثا عن شاطئ آمن و عدت إلى منفاي  ...

و قد تقاسمت شطئان العالم شظاياي بعد انكساري ...

………………………………………………………………………………………………………………………..

يا واقفا عند مفترق الطرق ... 

مزق شرنقة نسجتها قسوة أحزانك ....

 ارم بأغلالك بعيدا ... 

انطلق .. ابحث عنك فيك ... 

لا مهرب لك من اتخاذ القرار ....

………………………………………………………………………………………………………………………..

كان الليل يودع شوارع قضته باكية منتحبة عندما خرج للقاء الفجر .. حاملا بيد حقيبة مزقتها الأيام ... باحثا بيده الأخرى في سترته البالية عن بقايا سيجارة ..
 كانت الحياة في انتظاره و أضواء خافتة متسللة من وراء نوافذ موصدة ... كانت الحياة في انتظاره و مطر خفيف يمحو آثار خطواته ...
 قضى ليلته يحلم بخطوات سجانه تقترب متثاقلة من زنزانته ... كان الشوق يهزه عنيفا لصوت مفاتيح تعلن خروجه للحياة بعد أن طال غيابه عنها ...
 و ها هو الآن يتنفس هواءا حقيقيا ... يتحسس إسفلتا كثيرا ما حن إليه ... ها هو يمشي دون خوف من صفارة إنذار تدوي معلنة نهاية الفسحة ...
 هل هو سعيد ؟؟؟ هل كان يحلم لمدة عشرين سنة بهذه الشوارع الخالية ؟؟؟ و هذا الفجر الكئيب ؟؟؟
 هل هو سعيد ؟؟؟ أرعبه هذا السؤال ... أرعبته أكثر الإجابة التي كانت تعتمل بداخله ... إنه لا يحس بالسعادة ... البارحة كان سعيدا ... كان سعيدا بخبر إطلاق سراحه ... كان متشوقا لكل ما يحيط به من مظاهر الحياة ... أما الآن فإنه خائف ..... خائف من الاعتراف لنفسه بأن لا اثر للإحساس بالسعادة فيه ... خائف من ذلك الشوق الغريب الذي يشده إلى سجانه ... إلى صوت خطواته المتثاقلة ... إلى مفاتيح الأبواب الموصدة تعبث بها أنامله ... إلى صوته الجهوري و هو يصرخ فيه للعودة إلى زنزانته فالفسحة قد انتهت ... ارتعشت أوصاله و قد تذكر ان لا أحد سيوقف فسحته الآن .. و أنه محكوم عليه أن يستمر ماشيا إلى لا مكان و أن لا صفارة إنذار تعلن نهاية مشواره ...
 توقف فجأة و قد اكتشف أن حريته عبئا ثقيلا و أنه في حاجة إلى سجانه ... إلى جدران زنزانته التي سقطت منها ألوانها ... إلى صفارة الإنذار ...
               استدار عائدا من حيث أتى ... ترى ... هل يقبلون بعودته بينهم ؟؟؟

………………………………………………………………………………………………………………………..

في الأفق البعيد تراءت لها ملامح شراع .. تبشر بشمس جديدة تضيء أيامها ... 

ظنت للحظة أن العالم يرقص حولها على إيقاع نبضات قلبها ... حبيبها عائد من رحلة الصيد ... على هذا الشاطئ وقفت تودعه منذ أيام خلت ... على هذا الشاطئ جدد لها العهد .. 

وعدها بلؤلؤة يختطفها لها من أعمق أعماق البحر ... ودت لو قالت له .. لا .. لا أريد لؤلؤا ... 

لا أريد ماسا ... أريدك أنت فلا ترحل ... ابق ... و لنبن قصورنا الرملية ...

نرسم حروف اسمينا مثلما كنا نفعل صغارا ... متوارين عن أعين البحارة ...

ابق معي فعيناك أثمن لآلئي ...
 ودت لو قالت الكثير ... لكن لسانها لم يطعها .... و نظرته الحانية أفقدت كلماتها كل معانيها ... التحق بركب الصيادين ... و راح قاربهم يشق الموج مبتعدا رويدا ... رويدا ...
 كانت أشعة الشمس تخترق مسامها ... تطارد فلول وحدتها ... إنه عائد .. قد طالت غيبته هذه المرة ... لعل اللؤلؤ استعصى عليه .. لعل البحر أوصد دونه أبواب كنوزه ....
 بدأ الشراع يتجلى .. و تفاصيل القارب ترسمها ألوان السماء ... أين هو ؟؟ تعودت عليه أول المرحبين باليابسة ... تعودت عليه غير مبال ببعد المسافة قافزا إلى البحر .. مسرعا إلى أحضانها ... أين هو ؟؟
 لماذا يبدو القارب خاليا .. كأن لا حياة فيه ؟؟؟
 بدأ الجليد يستوطن قلبها ... هدأ إيقاع نبضها ... تسارعت أنفاسها ...
 كلما دنا القارب .. كلما زاد يقينها ....
 البحر قرر أن يسترد كنوزه ....
 البحر قرر أن يحتفظ يأثمن لآلئها ..
 حبيبها أخلف الوعد ... حبيبها لن يعود ....

………………………………………………………………………………………………………………………..

حمله برفق بين كفيه ، أخافته تلك التشققات التي بدأت تظهر عليه ، قرر أن يسرع به إلى السوق عله يجد من يشتريه قبل تحوله إلى شظايا لا يقوى بعدها على جمع شتاته و بعث الحياة فيه من جديد ...
 عند باب السوق وقف مذهولا ، الكل محترف بيع ، آلاف الأصوات تتعالى من كل حدب و صوب ، كل يروج لسلعته على طريقته ...
 تقدم بخطوات حزينة ، يبحث لنفسه عن مكان وسط الباعة ، مضطر هو لبيعه ذلك خير له من دفن رفاته ، لكن سؤالا كان يحيره .. كيف يروج لسلعة الشقوق بارزة عليها ؟؟
 كيف يقنعهم بشرائه لحظات قبل ان يلفظ أنفاسه ؟؟
 و الأهم من كل ذلك .. 
 
 أين يجد من يضحي براحة باله فيشتري قلبا مزقته الأيام ، هجرته الأحلام و سكنت أطلاله الآلام ؟؟

………………………………………………………………………………………………………………………..

من رحم الأحزان ولد .. إعصارا ، يفجر الحب فينا ، يفجر الأمل ، يلون أمانينا ،

جاءتنا الرسل به تبشرنا ، بأيامه و لياليه ، بميلاده فينا ، 

غطى بياض ثلوجه الوعر من دروبنا ، و محت أمطاره آثار جراحاتنا ،

أثلج انبلاج صبحه صدورنا ، و استقبلته مآقينا بقرار نفي دموعنا ،

من رحم الأحزان ولد .. وميض برق ، مزق ظلمة ليالينا ، يحمل وعدا لقلوبنا ،  بغد لا حزن فيه لا أنينا ....   

ماذا لو تحقق هذا الحلم ؟؟؟ و كان عامنا الجديد .. زائرا لطيفا ... يحمل لواء الحب و الفرح ... يزرع بذرة الصدق فينا و ينفي من أراضينا مآسينا ؟؟

ماذا لو تحقق الحلم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟   

………………………………………………………………………………………………………………………..

المسرحية / لوحة يتيمة
 الزمن / لحظة وداع عند الغروب
 الشخصيات / هو و هي
 المكان / على شاطئ بحيرة
 
 هو / هل نستطيع أن نوقف الزمن عند هذه اللحظة ؟؟ هل نستطيع أن نبحر معا إلى عوالم لا يملكها سوانا ؟؟
 ( أفاقت على نبرات صوته الحزينة ، و كأنها عائدة من سفر طال أمده ، التفتت إليه .. أمسكت بيده ، حضنتها بكل حنو ، غرقت في عينيه و تدافعت كلماتها تريد الوصول إليه .... )
 هي / حبيبي .. أنت أعرف الناس بي ، برغبتي الشديدة في البقاء معك .. لا أريد سواك .. لا أحلم بسواك ...
 ( و سكتت .. ماذا بوسعها أن تقول له .. اللعنة على لسانها ، ها هو يدير ظهره لها و يخون قلبها ، كانت تعي جيدا أن تلك الكلمات لا تكفي .. لن تداوي الجرح ... لن تتمكن حتى من تخديره ..واصلت الإبحار في عينيه و قد تحول الصمت إلى هواء صقيعي احتل كل بقعة من جسمها .. يقترب رويدا .. رويدا من قلبها .. كان صدرها يضيق و أنفاسها تؤلمها .. تخزها و كأنها ملايين من الإبر تحركها يد خفية في كل الاتجاهات .... ضغطت على يده تريد أن تحتمي به من كل ما كان يعتمل بداخلها .....)
 هو / أعرف أن لا خيار أمامنا إلا القبول بالأمر الواقع ، قد أصدروا حكمهم علينا و لن يتأخروا في تنفيذه ....
 ( اختفت النبرات الحزينة تاركة مكانها لصوت هادئ يخفي ثورة غاضبة لو أفسح لها المجال لتحولت طوفانا يغرق العالم ... ضغط على تلك الأنامل التي كانت تحضن يده بكل حنو و التفت إلى البحيرة و قد رسم الغروب فسيفسائه على سطحها ....)
 هو / لن نعود إلى هنا ثانية .. هل تظني أنها ستشتاق إلينا ؟؟ أم أن غيرنا من الفارين بحبهم إليها سيعوضونها عنا ؟؟؟
 ( سقط آخر حصونها ، لم تعد تقوى على المقاومة ، انفجرت دموعها و راحت تنظر إلى سطح البحيرة ، كان هادئا بشكل غريب ، حتى الهواء بدا متجمدا ، لا دليل على وجود الحياة حولهما إلا تسارع خفقات قلبيهما الممزقين ....)
 هي / لن تنسانا .. لن تكون في مثل قسوتهم علينا ... لقد رعت حبنا طوال السنين الماضية و ستحتفظ به في أعماقها .. لن تلفظه .. سيظل حيا فيها و يسري مع مائها .. سيحقق ما لم نتمكن من تحقيقه نحن ... سيرحل بعيدا ... بعيدا عن كل هذا الكره .. عن كل هذا الألم .... و سيروي الأراضي العطشى حبا و أملا ......
 ( عادت بنظراتها إليه .. حاولت أن ترسم ابتسامة تقطع بها حبل الأحزان المتين الذي كان يلفهما ..)
 هو / نعم ... لعلك محقة .. لعلها لن تنسانا ...حبيبتي ... أظننا آن أوان رحيلنا ...

( مزقها الألم .. كلماته استقرت في قلبها نواقيس تدق بجنون معلنة موعد الرحيل ... هزتها رعشة كادت ترمي بها أرضا لولا أن ذراعيه القويين ضماها إلى صدره ... و اخترقت مسام جسمها أنفاسه الدافئة .......)
 هو / لا أريد أن نطيل موقف الوداع هذا ... لا أريد لقلبينا أن يتعذبا أكثر ....
 ( امتزجت أنفاسهما و استدارا مبتعدين .. لف الظلام خطواتهما .. و ظل سطح البحيرة هادئا .. ينوء تحت ثقل آلاف الحكايا .. يعكس صورة سماء .. كل نجمة فيها تضيء بدعاء قلب عاشق قست عليه الدنيا ... و مزقته الأيام ..... )

………………………………………………………………………………………………………………………..

اعتراف
 
 
استطيع أن أرى تقاسيم وجهك متجلية بوضوح ممزقة لغيوم ضباب كثيف ، نسجته حول ذاكرتي أيام قاسية ، سكن صقيعها فؤادي ، جمد مشاعري ، و أغراني بالرحيل إلى حيث لا أنت .. 
 
لا تخلو سنواتي المتعاقبة من زيارات طيفك الخاطفة لزنزانتي ، 
 
لا تخلو سمائي الماطرة من برق يلمع ، يرسم حروف اسمك في فضائي المعتم ، يحفرها وشما في قلب لم يعد يحسن النبض ...
 
صندوقي الأسود يتمرد .. يبغي كسر أقفاله .. ينادي بإطلاق سراحك .. يريدك طفلا شقيا يتحرر منه .. يركض في كل مكان في .. يمزق أوراقي القديمة .. يبعثر أشيائي .. و يضرب عرض الحائط بلائحة قوانيني ..
 
استطيع رؤية تقاسيم وجهك الضاحكة مني ... الساخرة من سذاجتي .. حكمت عليك بالسجن و النفي بعيدا عني .. و إذا بي أقيم لك زنزانة من ذهب في أعمق ذاتي .. و إذا بك تسكنني إلى الأبد .. و لا مهرب لي منك إلا إليك 

………………………………………………………………………………………………………………………..

نطالب بسقوط الإنسان

ذات زمان ، اجتمعت الأيام في ساحة التاريخ ... تقدم الأمس حاملا لافتة .. ينادي بسقوط إنسان لوثت أياديه العابثة حديقته ، و مزقت أوراق وروده  ..  انضم إليه اليوم منددا بذلك الإنسان ،       الذي خرب مدنه ، قتل أبريائه و سقى جنانه بدماء سوداء مسمومة ...                             التفت التاريخ إلى الغد و سأله :

و أنت ؟؟ ماذا فعل بك الإنسان ؟؟ فيم وقوفك معهم ؟؟

لمعت دمعة في عينيه و أحنى رأسه احتراما للتاريخ  :

أنا يا سيدي ، جئت محذرا من عملية اغتيال ، اتفق على تنفيذها الكره و الفقر و البغضاء و الأفكار السوداء للإنسان ..

جزع التاريخ لهذا الخبر الملعون و علا صوته بالسؤال :

و من سيكون ضحية هذا الاغتيال ؟؟

نطق الغد في حسرة تعتصره ألما و قال باستسلام :

أنا يا سيدي ........

………………………………………………………………………………………………………………………..

تسألني عني .. 
 
عن ألمي بعدك .. 
 
عن قلم رسم ملامحك ..
 
خنجر سقط منك و استقر بين ضلوعك ..
 
قلب نبض لأجلك .. 
 
تسألني و قد ضعت منك في طريقك إليك .. 
 
و ضاعت مني صورتي في عينيك ..

………………………………………………………………………………………………………………………..

                                        الحكاية التي لم ترو بعد
 
 
انتشر الرواة في كل أسواق المدينة العاجية ، راحوا يجمعون روادها حولهم ، يسردون عليهم قصة اللقاء الأسطوري بين ملكهم غير المتوج و أميرة الظلمات ، لقاء عزفت طبول الحرب سنفونيتها على إيقاعه .. و وقف القمر على عتبات ليلته يودع نجومه ..
 - 
يا ناس هلموا لتسمعوا تفاصيل حكاية لم ترو بعد ،،
 - 
يا ناس انطفأت الشمس و صار لزاما علينا السجود ترحيبا ، بنهار أضوائه خافتة و أعلامه منكسة ،،
 
هرع الناس إليهم و قد جزعت قلوبهم من هذه الحكاية ، التي تنبئ بالنهاية ،،
 
تحالفت الحناجر مع خوفهم و انفلتت أسئلتهم في ضجيج و هم ملتفون حول الرواة ،،
 - 
ما هذا اللقاء الذي تتحدثون عنه يا رسل الشؤم ؟؟
 - 
كيف لأميرة الظلمات أن تخرج من قلعتها و تلتقي ملكنا الآن و قد ضاع منه تاجه ؟؟
 - 
هل هو الحق ما تقولون ؟؟ من منهما إذن سيحكم مدينتنا ؟؟
 
في جهات المدينة الأربع ارتفعت أصوات الرواة ، غطت على ضجيج الساكنة ، و راحت في خيلاء ، تروي تفاصيل اللقاء ...

………………………………………………………………………………………………………………………..

لا مهرب من الاعتراف .. 
 
حرفي هجرني ..
 
فضائي ضاق .. أرضي لم تعد تسعني ..
 
كنت أنت .. كل أماكني ..
 
اليوم أنت .. رمال زاحفة .. صحراء تهدد جنائني ..
 
لا مهرب من الاعتراف ..
 
امواج يأسي .. جرفت سفني ..
 
و من اغنيتي فرت الحاني ..
 
أعترف لك ..
 
أنا بعيدا عنك ..
 
لا أعاني ...

………………………………………………………………………………………………………………………..

ذات ليلة من ذات شتاء دافئ .. سقطت ورقة من شجرة الأيام .. استقرت عند قدمي وردة ذابلة .. قدمت فروض الطاعة و الولاء .. تضرعت طالبة اللجوء .. فالسماء غائمة .. و الرياح تهدد بسحبها إلى حيث لا شجر .. لا فجر .. رفعت الوردة رأسها . نظرت يمينا .. نظرت شمالا .. في همس لا يصل آذان غصنها قالت لها .. لو كنت مكانك .. لأسلمت نفسي للريح تأخذني حيث شائت .. تحررني من غصني .. تزرعني في بحر لا تولد فيه الورود و لا تزوره السماء

………………………………………………………………………………………………………………………..

دعني امسح على قلبك بحبي ... اروي عطاشى أراضيك من نبعي .. ارسم على صفحة وجهك بسماتي ..
 
اذكرك حلما .. زارني .. مزق ظلمتي .. لون حياتي .. 
 
زرعني غيمة تحمل بصماته،، في فضاء .. كان كل امنياتي ..
 
دعني اختصر فيك المسافات .. ألغي الدقائق و الساعات .. و بين راحتيك أزرع قلعتي و أخبئ فيها .......أجمل الذكريات ...

………………………………………………………………………………………………………………………..

عندما ادركها الصباح .. قالت شهرزاد : 
 
الآن يا ملكي أرحل بك عن فيافي الكلام المباح .. إلى حيث لا جلاد .. لا فرسان .. لا جواري ملاح ..
 
أفتح معك الابواب الموصدة منذ آلاف السنين .. أفك عقد الألسنة .. و معك يا سلطاني أنشر الملح على الجراح ..
 
استقام شهريار في جلسته .. 
 
و راح يبحث بين عينيها عن جواب لاسئلته ..
 
إلى أين الرحيل و قد حان موعد نومه ؟؟
 
كيف يرحل دون وزيره .. دون جلاده ؟؟
 
كيف يترك جواريه الملاح ؟؟
رحيل الملوك يا شهرزاد .. لا تحكمه الأهواء ..في عهدتي صولجان ..
 
و جيشي في غيابي يهان ..
 - 
لا عليك يا مولاي .. سأمنعك من كل بلاء .. و بعيدا عن الجيش و الصولجان .. سأمنحك من شعبك أبناء ..
 
ترى .... هل سيرحل شهريار عن قصره ؟؟
 
هل سيخرج دون وزير .. دون جلاد .. يضم شعبه إلى قلبه أبناءا .. و يحتفل معهم بمقدم الصباح ؟؟

………………………………………………………………………………………………………………………..

ذات يوم من ذات زمن عقيم ... قررت حبيبات الرمل الثورة على أوضاعها المزرية، و هي تلحظ اهتمام الشعراء و الكتاب بالشاطئ دونها ... قالت رئيستهم : كيف لهم ان يلغوا وجودنا و نحن من يصنع هذا الشاطئ ؟؟ كيف لهم ان لا يعترفوا بأفضليتنا و أن لا شاطئ لهم بدوننا ؟؟
 
اجتمعت حولها صديقاتها و رحن يتسائلن في فضول : 
 
ماذا يجب ان نفعل لإقناعهم ؟؟ 
 
هل فعلا نستطيع إقناعهم ؟؟
 
ألم يفت أوان إقناعهم بعد ؟؟ 
 
وقفت و قد استجمعت كل قواها ، و خرجت كلماتها صواريخ يمزق دويها السكون حولهن :
 
سنثور ... لا بد من االثورة.. سنرحل عن هذا الشاطئ .. و بعد رحيلنا .. لن يجدوا شاطئا يكتبون عنه ...
 
و توقف الراوي عند هذا الحد ...
 
لا نعرف ان كانت تلك الحبيبات رحلت .. ام انها تلك التي نلتقيها و نحن نرتاد شواطئنا ..

………………………………………………………………………………………………………………………..

اسطوانة مشروخة ، 
 
أغنية محى المطر كلماتها ، 
 
قلب متشظ يعزف انغاما ، سقطت منها نوتاتها ،
 
هي ؟؟؟؟
 
تبحث عن طريقها وسط أشباح ماضيها .. 
 
هو ؟؟؟؟
 
يتعقب خطواتها ،
 
يمحو آثارها ،
 
يهدد بحرمانها من أحزانها ..

………………………………………………………………………………………………………………………..

خرج الحب عن صمته و قاد التمرد علينا .. أن حزننا تحت وطأته أنينا و صار عتبنا على الأحبة حنينا .. لونه الوردي اكتسحنا و نفى منا تشظينا .. التفت حوله مشاعرنا و قررت اسقاط حكم دام فينا سنينا .. وقف العقل بعيدا .. سؤال محير يمزقه .. خبر سعيد هذا ؟؟ أم أنه سراب يهدد أمانينا ؟؟

………………………………………………………………………………………………………………………..

هزة ..
 
هزتين ..
 
نفخ الخوف في البوق .. أيقظ العالمين ..
 
سقط الجلاد عن السرير .. سقط معه السوطين ..
 
جثا الملك على ركبتين .. 
 
بكى النكسات .. بكى الخيبات .. فرت منه دمعتين ....
 
هجر النبض القلب .. سكن القبر بين الوريدين ...
 
ضاعت منا كلماتنا .. أصواتنا .. ضاع منا السبيلين ..

………………………………………………………………………………………………………………………..
 
دقت الساعة معلنة موعد رحيلك عني ... نكست اعلامها مدني ... هجرت الوانها جدراني ...
 
اجتاحت العواصف المرافئ... مزقت الرياح الاشرعة... و في طوفان دمع غرقت كل السفن... 
 
الى اين المفر ؟؟ و حزني يحاصرني .. 
 
الى اين المفر ؟؟ 
 
اجب انت عني ...................

………………………………………………………………………………………………………………………..

معك انت .. 
 
امطرت سمائي ورودا بيضاء .. 
 
ازهرت صحرائي ..
 
لملم اوراقه شتائي ..
 
رحل .. و رحلت معه كبريائي ..
 
معك انت ..
 
اشعل الحب مشاعري .. شموعا اضائت الأجواء ..
 
كسربحاري مجدافه .. سلم قاربه للعاصفة الهوجاء .. 
 
يا انت ......
 
يا ذنبا أبى قلبي التوبة عنه .. 
 
يا شاطئا لفظتني رماله .. 
 
ارحل عني ..
 
خذ وردك .. خذ ازهارك .. 
 
اطفئ شموعك .. استعد عواصفك ..
 
ارحل يا انت ..
 
اعد لبحاري مجدافه .. أعد شتائي ،، و اعد لي كبريائي ...

………………………………………………………………………………………………………………………..

اسهر على ضوئك الخافت يا قمري .. نبضي يحدث تبضي بحكايا من زمن .. لا اهتزاز فيه ، لا خوف .. ارقب نجومك تظهر و تغيب .. ترحل لتعود .. اشعتك المتسللة بخجل ،، تضيء وجه حبيبي ،، تلون احلامه و تطرد كوابيسه .. تعدني و اياه بغد وردي .. نحتفل سوية .. نودع الشجن .. نودع الالم .. نبتهج لعودة الحب فينا ... آه يا قمري .. يا مؤنس وحدتي .. ممتنة لحضورك .. فابق معي .. ابق و لا ترحل .. فبدونك .. كم انا وحيدة .......

………………………………………………………………………………………………………………………..

ليلة غريبة .. رياح الخوف تصفر في جنباتها .. رائحة الموت تملأ أمكنتها .. قلوب تاهت بين دروبها الملتوية .. عانقت سحبا فرت هاربة من فضائها الملتهب .. و أنا .. متجمدة مكاني حائرة .. اين طوق نجاتهم و أمواج الرعب تتقاذفهم ؟؟ .. تناقل البشر بينهم الخبر .. يهمسون و خوفهم يسبق انفاسهم ........... حذاري .. الأرض غاضبة

………………………………………………………………………………………………………………………..

طبول الحرب تدق في كل مكان ...
 
أشهروا السيوف و انطلقوا ... 
 
قائدهم وعدهم .. 
 
هذه آخر معاركهم ،،
 
بعدها يعودون للديار ،، 
 
يحملون الصغار ،، يهدون النساء إكليل الغار ..
 
صدقوا الوعد ،، 
 
سجدوا شكرا للنار ،،
 
بحد السيف ،، وقع قائدهم القرار ..
 
اليوم نهدم الديار ،،
 
نغنم الأحرار ،،
 
ندك الأسوار ،،
 
اليوم ..
 
نهزم الحب في ساحته الخضراء ..
 
و في عيده ..
 
نحول مدينته إلى .. صحراء ...

………………………………………………………………………………………………………………………..

أنغام هادئة ،تخترق جدران عزلتها .. تغازل ذكرياتها .. تعرف هي أن
 
الحب يوما ،سكن قلوبا رحلت عن عالمها .. تعرف أن دكان الأمنيات، أغلق أبوابه دونها .. أن الستارة نزلت ،، أن المسرحية طردت شخوصها .. أن المؤلف شل ،، أن المخرج جن .. أنها هي .. هنا .. في غرفتها .. تسترق السمع لأنغام .. من بعيد تتسلل إليها .......

………………………………………………………………………………………………………………………..
ذات ليلة من ذات شتاء دافئ .. سقطت ورقة من شجرة الأيام .. استقرت عند قدمي وردة ذابلة .. قدمت فروض الطاعة و الولاء .. تضرعت طالبة اللجوء .. فالسماء غائمة .. و الرياح تهدد بسحبها إلى حيث لا شجر .. لا فجر .. رفعت الوردة رأسها . نظرت يمينا .. نظرت شمالا .. في همس لا يصل آذان غصنها قالت لها .. لو كنت مكانك .. لأسلمت نفسي للريح تأخذني حيث شائت .. تحررني من غصني .. تزرعني في بحر لا تولد فيه الورود و لا تزوره السماء ...............

……………………………………………………………………………………………………………………….. 

لا أريد أن ترحل و شيء مني في قلبك ، ، 
 
لا تحمل ابتساماتي في حقيبتك ،،
 
لا ترسم وجهي على خرائطك ،،
 
لا تكتب اسمي بريشتك ، ،
 
إرحل ،، دع يقيني يحل محلك ،،
 
إرحل عن أرضي ،، عن مدني ،، عن شوارعي التي لفظت خطواتك ،،
 
إرحل و لا تلتفت وراءا ،، فشمسي أحرقت ما بقي من آثارك ..........

.................................................................................................................

وقفت على تلة ماضيها .. 
أشرفت على يوم قاس يعتصر قلبها ..
نظرت إلى حيث اضاعت منها ذاتها ..
تعي جيدا هي ان المكان لم يعديحتويها .. 
و أن الزمن لم يعد زمنها ..
و ان لا قدرة لديها علىاسترداد ما ضاع منها ..
قررت أن تكون وقفتها لوداعه ..لوداعها ..
سلمت لقدرها بحزنها .. سلمتبانكسارها ..
استدارت تبحث عن طيفه فيها ..
تريد ان تعتذر له .. ان تسحبألمها.. 
تمسحدموعها .. و تمحو كل أثر لشفقته عليها ..
لكنهلم يعد هناك .. لم يبق غيرها ..
وبعيدا عنه .. تشابهت كل ايامها ..
رسمتابتسامة باهتة على ملامحها ..
ودعتتلتها .. و ابتعدت إلى حيث لا ماض .. لا غد .. فقط يومها ..

................................................................................................................................. 

جاءها بعد طول غياب...  لعله يمكث يوما ...
ساعة ...  دقيقة ...
لعلها ثانية يتصدق بها على قلبها الموجوع ...
يصرفها في الهمس إليها بحاجته الماسة لسيجارة ...
يغمره دخانها و يذهب بأفكاره بعيدا عنها ...
جاءها بعد طول غياب ...
فرشت الأرض عشبا أحمرا ...
سقته دمعا حارقا ...
ألقت برداءها جانبا و جلست إليه تبوح بوجدها ...
بشوقها ...
بحرقة آهها ...
على ضوء شمعة ذابلة ... على إيقاع اسطوانة مشروخة ...
راحت تروي حكايتها ...
في قلبك زرعت ذات يوم نجمة ... هل كبرت ؟؟
هل سقيتها من وريدك ؟؟ هل أتيتني بثمارها ؟؟
ام انك نسيت كعادتك ؟؟ لفه دخان سيجارته ..
اختفت ملامحه .. و من بعيد دغدغ مسامعها صوته ... سمائي ملبدة حبيبتي ...
لا نجوم تحي وسط هذا الضباب ... لا وقت لدي كاف لشرح الاسباب ... دعينا من ذكرالنجوم .. امتطي معي صهوة الضباب ... و لنرحل إلى حيث لا جدران ... لا أبواب ...
اخترقها دخانه ...  حكم على كلماتها بالاقامة الجبرية في حلقها ... لا مجاللخروجها ....  لا مجال لتنفسها ...
حملت رداءها ....  أغلقت كتابها ...  طبعت قبلة ضبابية على ملمح جبينه....  و بها ... أنهت حكايتها ......

.........................................................................................................................

بعيدا عنك لا مجال للحديث عنالحب،،، للحديث عن الجمال،،، للحديث عن الامل ،،، فأنت كل هؤلاء،،، أنت ياجنوني،،، يا حلمي بالانعتاق،،، يا جلادي الذي أعشقه حتى النخاع،،، 

بعيدا عنك،،، لامجال للحديث عني،،،

...........................................................................................................

كان يوما بعيدا في الذاكرة ذلك الذي التقته فيه ..
 على ناصية شارع الاحلام وقفت تنتظر بزوغ فجره .. 

سافرت الى سبعينيات القرن الماضي اين تمكن قلم غادة احمد السمان من اعتقال لحظات فارة من يد الزمن .. 

لثوان تخيلت انها فارسة تعتلي صهوة جواد اسطوري .. تشق البراري  و الفيافي مصرة على اعتقال الامل ..
 كان وهما اذابته خيوط شمس الحقيقة .. 

فلا الزمن زمن الفرسان .. و لا الشارع شارع احلام ...

..........................................................................................................................

قلمي تمرد .. مزق شرنقة صمتي..
صريره يملأ سكون قلبي .. و على عتبة حلمي لون بالأسود .. نجوم ليلتي ..
خط إسمك على ورقة أيامي ..
كتبك ،، كتبني ،، و بيننا نصب مشنقة لقصتي ..
قلمي يواليك . يداريك .. يراوغك ..
يغرق فيك ،، حروفي ،، كلماتي ،، كل أناتي ،،
قلمي .. أنت يا ذاتي ...................................

..........................................................................................................................

أشعل شمعة ..
 شمعتين .. ثلاثة ..
 كل شموع العالم لا تكفي ..
 ضيوفي حضروا ..
 ليلتي أسدلت بستارها على نهاري ..
 قلبي ملني .. مل انتظاري .. مل انكساري ..
 أحمله بين راحتي .. يطلق رأسي صفارة الانذار ..
 حان وقت الرحيل .. معه .. مع آمالي .. يبدا مشواري ..
 كل عام أقصد هذه الربوة .. اتسلق نتوئاتها ..
 أطل عليهم .. و بين جنباتي أستحضر ذكراهم ..
 تستمد دموعي قوتها منهم ..
 تنهمر ..تحول رمال صحرائي إلى أزهار .. تفوح منها رائحة الألم .. تملأ المكان .. و عند لحظة ميلادها .. يتوقف بي الزمان .. بينهم .. و معهم .. و فقط لأجلهم ..

 ...................................................................................................................................

جلست إليه ذات ليلة .. و قد رحل الربيع عن أرضي ..
 أبحرت في عينيه ..
 سفينتي كانت تعرف طريقها فيه إليه ..
 تستأنس بعواصفه .. تحفظ عن ظهر قلب كل أغانيه ..
 حدثته عن لوعتي .. عن حيرتي .. 

عن تيهي في عالم لا تضيئه عينيه ..
 طرحت آلامي جانبا .. و رميت بكل آمالي بين يديه ..
 وشوشت في اذنيه .. احبك ..
 بعيدا عنك ورودي تذبل .. لوني يبهت .. و نبضي يفر مني اليك ..
 بعيدا عنك .. لا نجوم تسطع في سمائي ..
 لا ازهار .. لا ضحكات الصغار .. و لا حياة في فنائي ..
 قطعت الشمس علينا حديثنا .. اعلنت رحيله ..
 اذابت كل آمالي فيه ..
 كل أشواقي إليه ..
 مؤلم طيفك حبيبي .. يزورني ليرحل عني .. يحيي موات مشاعري ..  يفتح جراحاتي و يدفن ذكراك عميقا في ذاتي ..

.............................................................................................................................................................

كنت في انتظارك .. وقفت على قارعة الحياة .. عند طرق ،محى الزمن ملامح مفترقها .. ابحث بين الاوراق المتساقطة عن آثار أنفاسك .. 

ارسم على الجدران وجوهك .. و احتار .. ايها وجهك ؟؟؟؟
 
مرت بي النجوم في موقفي .. تقول انك آت .. أن الغيمة القادمة تحمل بصمتك .. ان الفضاء بلونه الشفقي تزين لمجيئك ..
 
قلمي الآخر ينتظرك .. يبحث في قواميسه عن كلمات تستقبلك .. تعب من بحرك و تغازلك ..
 
إييييه يا أنت .. يا طيفا أرجئ مجيئه آلاف المرات .. 
 
هل ضاع منك سهمك في طريقك إلي .. و أبيت لقاء قلبي أعزلا من سلاحك ؟؟
 
هل ضرك مني يأسي .. و قررت عقابي بغيابك ؟؟
 
إيه يا انت ... يا مسافرا عبر جراحي ..
 
لون أيامي بحضورك .. أعف عن آلامي .. أغز أحلامي ..
 
تعالى .. لا أزالني في انتظارك ..............

...........................................................................................................................................................

و أخيرا .. قرر الصمت أن يتكلم بعد أن حزم أمتعته الكلام و رحل ... و دون سابق إنذار و مع سبق الإصرار و الترصد أضربت القواميس ... و وقفت اللغة وقفة إحتجاجية ... 

و أما الكلمات فقد اختارت الحل الوحيد الذي لا يعرضها للمسائلة القانونية و لا للإجراءات الإدارية .... إختارت الحرقة ....

 فرت من مصير مجهول إلى فضاء تتنفس فيه حرية و تتعايش فيما بينها في سلام ... تكلم يا صمت فالزمن زمنك ................

.................................................................................................................................................

جلالة الملك ... جئتك حافيا .. عاري الرأس .. أتمسح بردائك ... أتبرك بتأففاتك .... أطلب العفو و الغفران ... 

أرجوك سامحني فقد تمردت علي كلماتي .. و فرت مني تأوهاتي دون إذني .... سامحني جلالة الملك فليس من عادتي محادثة الملوك و ليس من طبعي الخروج عن صمتي ...

 و لا أحب ... لا ... لا أحب إزعاج ذوي الجلالة .... نادم أنا شديد الندم .. أعض على أناملي و كل أملي أن تغسل قطرات دمي مواطيء أقدامك ذات الجلالة و السمو الرفيع ...

 أعفر وجهي بالتراب علك ترضى و علني أفوز منك بنظرة مزدرية ..... كم أنا في حاجة إلى تلك النظرة فشرارتها تبعث في جسدي المنهك دفئا ذو سمو لا يضاهى ....

.....................................................................................................................................................

أهرب من وجعي إلى قلمي .. ينوء المسكين بحمل أفكار تجر أفكارا تجر علامات استفهام ... ترى أينا المريض .. أينا الطبيب المداوي ...

 كلمات تتعانق ... أخرى تتراشق ... حروف تتسابق لرسم لوحة .. أريدها افتراضية ... و يرغمني الجرح على واقعيتها ... 

إلى اين المفر يا قلمي .... و الحقول لفها الظلام ... إلى أين المفر و قد فرت منا الألوان الزاهية و دون استئذان منا سكنتنا القتامة ....إلى أجل غير مسمى .....

 ..................................................................................................................................................................

تتمة ...... .
 صالت و جالت و قد توجها ملكة ... راح ينثر اوراق الورد حيثما حلت .... و راحت تزهو مفتخرة بمدينتها .. بعرشها ... برعيتها ... أطل عليها بنظراته الثاقبة .. وشوش في أذنها و هي في غمرة سعادتها بعرشها و إكليلها ...تعلمي صغيرتي كيف تكوني آلة لعصر ثمار الجحيم ..تعلمي كيف تكوني الجحيم ذاته .. حذاري صغيرتي .. أن تكوني الجنة فذلك كل الخطر .. سيتمناك كل من هب و دب ... يسكنونك .. يحرمونك لذة الاختيار .. ابتسمت .. كم هي حكيمة رعيتها .. طيبة و صادقة .. انحنى مقدما لها عربون ولائه ... دمية ألوانها قوس قزحية ... حلقت في سماء قدمت لها دعوة مفتوحة للإنطلاق دون حد او قيد .. ها قد زاد عدد رعاياها ..                          هو .. و دميتها ...
 فجأة ...أظلمت دنياها ... أدارت السماء لها ظهرها ... أعلن البرق ثورته و كانت أولى ضحاياه ... دميتها ... تلك الضعيفة - القوس قزحية ...تمنت لو أنها تستطيع لمشتاتها .. فتعود جميلة .. ترقص .. تغني .. تبحث عن المرح و تزرع المرح .. احتضنتها.. ضمتها و لم تبالي بوخزات قطعها المدببة .. قررت أن تمنحها حبا .. أن تبعث فيهاروحا من روحها ... إكليلها يؤلمها .. خطواتها لم تعد ترغب في الانطلاق .. أجنحتهاتكسرت .. رعيتها فرت من مملكتها ...أحست دفء الشمس يداعبها.. استيقظت من حلم طردها من عرشها .. لا بأس .. لن تفقد الأمل في العودة ثانية ..ساعتها ستتمكن من جمع بقايا دميتها و تعيد سمائها إلى مكانها و تقود اقلابا علىاحزانها .. ستفتح أبواب مملكتها عل رعية أخرى أكثر وفاء تسكنها ... حلم يقظة ستعيشعلى إيقاعه بقية يومها ....

...................................................................................................................................................................................
 وقفت الدموع تتمزق ألما أمام القاضي و كلها أمل فيعدالة حكمه ...
سيدي القاضي ... أتيتك وحدي ... دون محام يمثلني ....قضيتي شائكة و الجناة علي كثر .. كثر ... سيدي القاضي أنصفني ... إن البشر ظلموني... أنشد راحة ... أنشد هدوءا ... أنشد تفهما ... قد تعبت ... لا أريد غسل الجروحبعد اليوم ... لا أريد جبر الكسور ... سيدي القاضي .... جئتك شاكية كل المحبين ...كل المهمومين ... كل بؤساء الأرض ... أنصفني ... فكل بحار الدنيا تعبت مني و لفظتنيو صحارى العالم تطالب بهطولي و ريها ... و كل القلوب الحزينة تطالب بي بلسمالتصدعاتها و لا حليف يعينني على هذا الحمل الثقيل ... أطالب بالإنصاف ... أطالببزمن خارج الزمن استعيد فيه أنفاسي ...
قرر القاضي الانسحاب للمداولة قبل إصدار حكمه الأخير.......

............................................................................................................

 عذرا حزني .. ألمي استقال ... أناي تشظى ... و قلبي اختار الغربة مدينة ... عذرا ... صرت وحدك ..جلالة الملك أنصف كبريائي و أعفني من الإنبطاح....

.............................................................................................................................

 امطرت سمائي ورودا بيضاء .. 
ازهرت صحرائي ..
لملم اوراقه شتائي ..
رحل .. و رحلت معه كبريائي ..
معك انت ..
اشعل الحب مشاعري .. شموعا اضائت الأجواء ..
كسر بحاري مجدافه .. سلم قاربه للعاصفة الهوجاء .. 
يا انت ......
يا ذنبا أبى قلبي التوبة عنه .. 
يا شاطئا لفظتني رماله .. 
ارحل عني ..
خذ وردك .. خذ ازهارك .. 
اطفئ شموعك .. استعدعواصفك ..
ارحل يا انت ..
اعد لبحاري مجدافه .. أعدشتائي ،، و اعد لي كبريائي ...
....................................................................................................................

يجب ان نعترف بان الذنب كل الذنب ذنبنا ... 

نحن من استكان لروح الخنوع .. 

نحن من اختار الهروب من مواجهة  حقيقتنا .. 

اظن اعترافنا سيكون اول خطواتنا نحو شفائنا من ضعفنا المقيت .. حولنا الدين إلى سيف نقطع به رقابنا و رمينا في قعر بئر مظلمة بالوجه الحقيقي له ..

 الخير .. الحب .. التسامح .. قبول الآخر .. و غيرها كثير من قيم عقيدتنا التي حكمنا عليها بالسجن المؤبد داخل نفسيتنا الموبوءة ..

 فمتى نفيق ؟؟ و متى يتوقف نزيف أخلاقنا التي حزمت الامتعة 

و رحلت تبحث عن قلوب صافية تسكنها .. 

تريحها من وجعنا .. تريحها من نفاقنا .. من كذبنا علينا ..

 .................................................................................................................................

تفر منا ذواتنا ... نبحث عن مرادف لها في ما يحيط بنا .... و في الاخير .... نسلم لها بالفرار منا ...   فما نحن بالبرج المنيع الذي يقيها ويلات زماننا ..

و نقر لها بأن ..الوحدة ... لا لون لها ... لا طعم لها ...     نار قاسية نحن حطبها .. لا تحرق غيرنا ..                               

و أعترف لك ..

انه بعد أن أضناني جهد البحث عنك في ...  قررت حزم الأمتعة و الرحيل بعيدا عني .. علي أعثر عليك ... لا أتوقع مساعدة أو عونا من احد ..

 فمن الظلم لك ان أبخل عليك برحلة توصلني إليك ..

أتوه في دروبها وحدي ..

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة